Masjid Gontor Ponorogo |
طريقة تعليم علم النحو
بين معهد دار السلام كونتور
فونوروكو ومعهد ليربايا كديري جاوى الشرقية
(دراسة مقارنة)
أ- خلفية البحث
إنّ المعهد الإسلامي ظهر منذ قرن السادس عشر
الميلادي وكان من أقدم المؤسسات التعليمية في بلاد إندونيسيا[1]. وجود المعهد في وسط المجتمع الإندونيسي دليل على أنّ المعهد يناسب بأحوالهم
ومشاعرهم وحياتهم، بل إنّه نشأ من رغبتهم وتشجيعهم لِنشر دين الإسلام إلى جميع مناطق
الدّولة.[2]
لذلك الآن يكاد في كل المناطق يوجد فيها المعاهد الّتي تعلّم وتدرّس
دين الإسلام لطلابها. ومن الممكن أن نقول أيضا إنّ المعهد المنبع الأساسي في تربية
الإنسان وإرشادهم بل أيضا منبع لنشر دين الإسلام في بلاد
إندونيسيا.[3]
إنّ
دور المعهد العظيم يمكننا أن نراه ذلك من خريجي المعهد الإسلامية الذين قدمو مُساهمات
كبيرة في بناء المجتمع وترقيتهم، إمّا أن يكون المعلم والداعي والمثقف والمهندس
وغير ذلك، بل كثير منهم يشتغلون في حكومة الدولة. وعند ما لاحظنا تاريخ استقلال الإندونيسيا
فسنعرف بأنّ المجاهدين لتحرير اندونيسيا أكثيرهم من طلاب المعاهد.[4]
إنّ
النجاح في انتاج كوادر الأمّة الأقوياء لا يمكن فصله عن دور النظم التعليمي في المعاهد الإسلامية، وهذه النظم التعليمية تصمّم
من أجل الوصول إلى هدف تكوين الشخصية الإسلامية وتربية الطلاب لتصبحوا المجاهدين
الأقوياء متمسكين بالمبادئ والقيم الإسلامية كتعويدهم على الحياة البسيطة بالروح
النقية وهذه كلها بناء على منهج المعهد باتخاذ جميع نشاطات من المعهد من أجل
التربية والتدريبات لتكوين الشخصية.[5]
بعد
مرور الزمان – وخصوصا بعد استعمار الهولندي في الإندونسييا - أنّ بعض المعاهد
تتغيّرت وتتطوّرت من وجودها الأصل إمّا في مظهرها أو في الأنظمتها، على سبيل
المثال من ناحية أنظمة التعليم وهي في طريقة التعليم المواد الدرس، لكنّ لابد أن
نعرف جيدا أن هذه التغيرات ليست في الأسس أو في القيم تعليمها وإنّما هي في طرية تعليمها
فقط.[6]
وبعضها أيضا تحتفظ بتقاليد أسلافهم، لذلك لا يتغيّر كثيرا من وجودها الأصل أي لا
يتغيّر في طريقة تعليمها.
متعلّقا
بهذا البحث، هناك المعهدان المشهوران في عالم التعليم في إندونسيا بمنهجهما
وطريقتهما المختلفة، هما معهد دار السلام كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا كديري
جاوى الشرقية. هذان المعهدان منذ نشأتهما حتّى يومنا الآن يستقيم على منهجهما
وطريقتهما لا يتغيّر باضْطراب وثوْرة الزّمان والمكان.
إنّ معهد دار السلام كونتور هو المعهد الذي أحدث
التغييرات والتطويرات الكثيرة في أنظمة تعليمه. هذه التطويرات نستطيع أن نراه من
عملية تعليمه يوميا، على سبيل المثال - كما سيتركز بحثه في هذا البحث - في تعليم
النّحو. إنّ معهد كونتور قد سلك الطريقة المباشرة[7] في
تعليم النّحو وهي طريقة التعليم التي لا يتركّز في القواعد النحو فقط لكنّ في
كيفية استعمال القواعد في الكلام بين المعلم والطالب[8] والكتب
الّذي يستعمل فيه كتب جديدة أو كتب المدرسية المعاصرة، وهذه تختلف عن طريقة تعليم
في معهد ليربايا كديري، أنّه يسلك طريقة القديمة يعني سوروغن (sorogan) وبندوعن (bandongan)[9] وأما
الكتب المقرره من كتب التّراث الّتي ألّفها علماء النّحات القدماء.[10]
لكن رغم هتان طريقتان مختلفٌ المّواد الّتي تعلّم فيهما سواء أي لا يختلف بين هما،
مثل درس مبتدأ مع خبره وفعل مع فاعل وكان وأخواتها وإن وأخواتها وغير ذالك.
لذلك
بالنظر إلى هذه الظواهر،
في هذا البحث يريد الباحث أن يعرف صورا كاملا وواضحا عن طريقة التعليم علم النحو
بين هذين معهدين مشهورين وكيف فعاليتهما على كفاءة الطلاب. والذي يهمُّ الباحث
لتحليل هذا البحث هو كما عرفنا أنّ طريقة أهم من المادة إلى آخره. بناءا على هذه
النظرية فهِمنا بأنّ طريقة التعليم لها دور كبير لفهم كل المواد الدراسية، كما يقال:
إن حسن الطريقة لا يعوض ضحالة المادة، وغزارة المادة تصبح عديمة الفائدة إذا لم
تصادف الطريقة الجيدة.[11]
وكانت الطريقة أيضا شرط هامة للوصول إلى هدف التعليم المرجوة أو إلى التعليم الجيد.[12]
ثانيا
كما ذكر الباحث من قبل أنّ هذين معهدين يمشيان على طريقتهما منذ نشائتهما حتى
اليوم، لا يتغيّر باضْطراب وثوْرَة الزّمان والمكان، فهذا يدلّ على هتين طريقتين
لها أسرار الخفي التي لا يعرفه كثير من الناس. لذلك يريد الباحث أن يكشف ويفضح أسرار
هتين طريقتين ثمّ يقارن بين هما.
ثالثا
بعد أن تحدث الباحث مع بعض الأساتذة من هذين معهدين وجد الباحث بعض الملاحظات عن
هتين طريقتين كما يلي:
·
إن
الطريقة القديمة – تعني سوروغن (sorogan) – من وجه العام أعمق وأحسن في تعليم النحو بأن المدرس في هذه الطريقة
يفتش ويصلح أخطاء المتعلم مباشرا في أثناء التدريس. والكتب التي يستعمل أيضا يبدأ
من كتب أصغر وأسهل حتى كتب أكبر وأصعب وهذه يساعد الطالب أن يكون ماهرا في علم
النحو.
· أن طريقة المباشرة أسهل وأيسر في تعليم
النحو بأن الطالب بهذه الطريقة لا يتعلم القواعد النحو لذاتها فقط ولكن لأجل إصلاح
الكلامه والكتابته من اللحن والأخطاء. كما قال الدكتور علي بهاء الدين في مقدمة
كتابه، أنّ درس النحو لا يمبغي أن يكون مقصودا على الدرس النظري، وإنما يجب أن
يتركز على الدرس التطبيقي.[13]
فمن هذه الملاحظات يريد الباحث إلى إثبات هذه البيانات في بحث العلمي حتى يظهر لنا عن حقيقتهما.
ب- تحديد
المسألة
بالنظر إلى ماعرضه
الباحث، فحدد الباحث تحليله إلى مايأتي:
1.
كيف
طريقة تعليم علم النحو في معهد دار السلام كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا كديري
جاوى الشرقية.؟
2.
كيف
فعاليتهما على كفاءة الطلاب لفهم وتطبيق علم النحو؟
ج- هدف البحث
أما الهدف الّذي أراد
الباحث الوصول إليه من خلال هذا البحث هي:
1.
لمعرفة
كيفية طريقة التعليم علم النحو في معهد دار السلام كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا
كديري جاوى الشرقية.
2.
لمعرفة
مدى فعالية من هتين طريقتين على كفاءة الطلاب لفهم وتطبيق علم النحو.
د-
أهمية البحث
تمنى
الباحث أن يكون هذا البحث لما فيه من النوافع والفوائد الكثيرة:
1.
لمعهد
دار السلام كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا كديري الذي يجري فيهما هذا البحث يعني
ليكون إسهاما ومرجعا لهما إن كان يريد أن يصلح منهجه في المستقبل، خصوصا في مجال
تعليم النحو بعد معرفة حقيقة من هتين طريقتين.
2.
للمعلم
أو المدرس أنه يستطيع أن يحتار طريقة التي سيستعمل في تعليم النحو الذي أنسب
لمشاعره و كفاءته.
3.
لجميع
مؤسّس المعهد أو رؤساء المعهد، بعد معرفة حقيقة هتين طرقتين فيسطيعون أن يختار بأيّة
طرق سيوجّه معهده.
4.
للباحث
نفسه، بداية هذا البحث نشأ الشعور اهتمامات الباحث والشعور بالمسؤولية عن معهده في
لومبوك. إنّ ذلك المعهد يمشي على طريقة المتقدمة وطريقة المعاصرة في نفس الوقت كما
وُجد في معهد ليربايا كديري ومعهد دار السلام كونتور. فرأى الباحث هذا المعهد لم
ينجح في تعليمه بهذه الطريقة خصوصا في تعليم النحو. فيرجو الباحث من نتيجة هذا
البحث فيما بعد أن يكون إسهاما لمعهده.
ه- البحوث السابقة
إنّ الباحث لا ينكر
أنّه يجد إستفادا كثيرا من البحوث السابقة التي بحث الباحثون من قبل، منهم:
1.
قيادة
مؤسس المعهد (Kiai) في حفظ الثقافة التنظيمية في معهد دار السلام كونتور فونوروكو
ومعهد ليربويو كاديري ومعهد تبوئيرج جومبج.
هذه الرسالة كتبتها سيدة مرضية في دورية الثقافة جامعة دار السلام كونتور، طبعة 8،
رقم 1، إبريل 2012. وهذه ملخص من رسالتها الدكتورة.
من
هذه الرسالة إستفاد الباحث في منهج بحثها وبعض تاريخ عن معهد ليربويو كاديري.
2.
منهج
الكتاب "النحو الواضح" لعلي الجارم مصطفى آمين
بجامعة دار السلام الإسلامية معهد دار السلام كونتور للتربية الإسلامية الحديثة
بكونتور فونوروكو 2011. هذا البحث كتبه خير الأنوار. فإنه بحث عن كيفية نظام
الكتابة كتاب النحو الواضح لعلي الجارم مصطفى آمين ومنهج التدريسه.
فاستفاد
الباحث من هذا البحث بمنهج التدريس كتاب النحو الواضح.
و-
إطار
النظري
1. مفهوم الطريقة
قال إيدوارد أنطاني(Edward Anthony) أن الطريقة عبارة عن خطة عامة لاختيار وتنظيم عرض المادة
اللغوية.[14]
والمقصود بطريقة تعليم هي الخطة الشاملة التي يستعين بها المدرسة لتحقيق الأهداف
المطلوبة من تعليم اللغة.[15]
فأوضح الدكتور محمد عبد القادر أحمد يقصد بطريقة تدريس الأسلوب الذي يستخدم المعلم
ليحقق وصول المعارف إلى تلاميذه بأيسر السبيل وأقل الوقت والنفقات.[16]
لقد ظهر في مجال تدريس اللغة ثلاثة إصطلاحات الهامة، هي المدخل
(Approach) والطريقة (Method) والأسلوب(Technique). قال إيدوارد أنتوني "إن المدخل هو الطريقة المتعلقة بحقائق
اللغة وبرنامج تعليمها، والطريقة هي تخطيط تعريض اللغة المرتب والمناسب بالدراسة
المقررة. وأما الأسلوب فهو البرنامج المعقد في غرف الدراسة المناسب بالمنهج
الدراسي المخطط.[17]
2. مفهوم التعليم
التعليم هو كل جهد متعمد من أجل توفير إمكانية الطلاب في عملية التعلم وفقا لأهداف وضعت لها. [18]وغاية تلك العملية قدرة التلاميذ على التعلم وبذلك تترقى الطفل جسما، عقلا، وخلقا. فإن عملية التدريس أو التعليم تتضمن جوانب ثلاثة، هي التخطيط
والتنفيذ والتقييم.[19]
3.
مفهوم الفعالية
فعالية اسم مشتق من فعال معناها مؤثّر الشيئ المبريز من الأسباب والعواقب وأما فعالية لغة الفعل التمام، وحاصله، ودعم الهدف.[20]
بشكل عام، نظرية الفعالية تتّجه إلى هدفها، كما قال إتزيوني ”Etzioni”
أن الفعالية هي درجة في منظمة للوصول إلى هدفها. وأما عند ستريس ”Stress”
هو تأكيد العمل بمطابقة الحاصل في المنظّمة للوصول إلى هدفها.[21] وعند سليما وسودرسونو ”Saliman & Sudarsono” في قاموس التربية يعين أن فعالية هى الدرجة لبلوغ الهدف والغاية المرجوّة.[22]
4. مفهوم المقارنة
لمعرفة
أو لوصول إلى فعالية هتين طريقتين سار الباحث في بحثه على نظرية المقارنة، كما قال
سيلالهي أولبر (Silalahi Ulber) إن بحث المقارنة هي بحث الذي يقارن بين شيئين فأكثر. وبحث المقارنة قد يكون المقارنة
الوصفية (descriptive
comparative) أو ارتباط المقارنة (correlation comparative).
المقصود ببحث المقارنة الوصفية المقارنة بنفس المتغيرات لعينة المختلفة.[23]
وأمّا سوحرسمي أريكونتو (Suharsimi Arikunto) يقول أنّ في بحث المقارنة يوجد فيه أوجه الإتفاق والاختلاف من
الكائنات، من الأشخاص والإجراءات العمل والأفكار والانتقادات والجماعات وغير ذلك.[24]
ز-
منهجية
البحث
1)
نوعية
البحث
إنّ
في هذا البحث يريد الباحث أن يجيد صورا كاملا وواضحا عن طريقة التعليم علم النحو
بين هذين معهدين، ثم فعاليتهما على كفاءة الطلاب، لذلك يستخدم الباحث دراسة
الميدانية الكيفية بطريقة الوصفية التحليلية. وهي طريقة تصويرية لإبراز الحقائق
المناسبة بالوقائع بطريقة الوصف التصويري.[25]
وقيل أيضا أن البحث الوصفي هي البحث التي تهدف لوصف الأشياء أو ظواهر الوضع على ما
هو عليه. ويجب الباحث أن لا يؤدي التلاعب أو إعطاء علاجات محددة لموضوع الدراسة،
يجب تشغيل جميع الأنشطة أو الأحداث كما هو. [26]
2)
مصادر
البيانات
أ.
مصادر
الأولية وهي تحتوي على المعلومات والبيانات من معهد دار السلام كونتور فونوروكو
ومعهد ليربايا كديري جاوى الشرقية.
ب. مصادر الالثنوية تحتوي علي الوثائق
المكتوبة والكتب و الرسالة أو المقالات المتعلقة بالموضوع مساعدة لمصادر الأولية.
3)
اساليب
الجمع البيانات
أ.
منهج
الملاحظة
منهج
الملاحظة هي المشاهدة المباشرة في الميدان مع اهتمام الواقع والأحادث ثم كتابتها
بترتيب.[27]
هذه الطريقة طريقة رئيسية في هذا البحث، واستخدمه الباحث لملاحظة عن كيفية طريقة
التعليم النحو الحقيقي في هذين معهدين.
ب. المنهج المقابلة
منهج
المقابلة هي عملية إدراك البيانات لهدف البحث بأسلوب الأسئلة والأجوبة مع المواجهة
بين المقابل والمدعي عليه بآلة توجيه المقابلة (guide interview)[28]
من رئيس المعهد والمدرسين وبعض الطلاب. تستخدم هذا لمعرفة أو لحصول على المعلومات
عن طريقة تعليم النحو في هذين معهدين.
ج. منهج الوثائقي
هي
كتابة الأحداث الماضية أوالطريقة لجمع البيانات من مصدرها وهي الكتابات أو النسخة
أو الكتب أو المجلات أو الصحافة وما أصبح ذلك.[29]
إستخدم هذا المنهج لحصول على صورة عن المعهد تحتوي على الأخبار والبيانات عن تاريخ
المعهد والأمور التي تتعلق بهذين معهدين وغير ذلك.
ح-
تنظيم
كتابة تقرير البحث
يشتمل هذا
البحث على خمسة أبواب:
الباب الأول
يتكلم الباحث عن المقدمة التي تتضمن على خلفية البحث، وتحديد المسألة، وأهداف
البحث، وأهمية البحث، والبحوث السابقة،
والإطار النظري، ومنهجية البحث ثم تنظيم كتابة تقرير البحث.
والباب الثاني
يحتوى على المبحثين، الأول يتضمن على مفهوم الطريقة التعليم وأهميتها
ووظيفتها. وأما المبحث الثاني، البيان
عن طريقة التعليم علم النحو في معهد دار السلام
كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا كديري جاوى الشرقية
الباب الثالث، منهجية البحث ويتضمن على
المدخل والمنهج، ومجتمع البحث.
الباب الرابع عرض البيانات وهو يحتوى
على لمحة عامة عن طريقة التعليم علم النحو في في
معهد دار السلام كونتور فونوروكو ومعهد ليربايا كديري جاوى الشرقية ثم عرض نتائج
التحليل البحث والمناقشة ثم كيفية فعاليتهما.
الباب الخامس وهو الاختتام الذي يتكون
من النتائج التي حصل عليها الباحث في بحثها ثم التوصيات والمقتراحات.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar